سالت عن الوفاء

سألت عن الوفاء المحبينا

أهل الصبر قدوة العالمينا

قالوا افتقدناه ذاك الذي

كان عنوانا للصدق وللمخلصينا

عهد تليد ولى مدبرا عنا

وخلى قلوبا تأبى أن تستكينا

لله ذرك يا زمانا بالغدر ذاع

أدبر وأهجر دروب الصابرينا

فهم للإخلاص حنوا وغنوا

قصائد الشوق تروي الحنينا

وذابت به مهج بالوفاء مستمسكة

تدعوا للمحبة الناس أجمعينا

بعد أن تاهت في الخيال عهود

تنشد صدقا مشرفا مبينا

وفيت للحبيب حتى ثملت منتشيا

وارتوت مشاعري به عهدا دفينا

ولم أزل على النهج لا أحيد

ولا ابتغي عنه البديل يقينا

رضعته من ثدي الحياة أملا

يزهوا بالأفق يرجو الإله المعينا

وأسكنته قلبا يشتهي الصدق

صرحا شامخا يعلوا الجبينا

فيا وفاء أنت رغم الجراح السكن

وأنت البلسم يشفي صدور الضالينا

وأنت لوحة تزدان بها الحياة

و روضة للقلوب تنسي الأنينا